اخبار العربيه

السبت، 26 يناير 2013

قول ابن القيم في تفسير قوله تعال:" ما لكم لا ترجون لله وقارا"

اورد الامام ابن قيم الجوزيه - رحمه الله - في كتابه الوابل الصيب من الكلم الطيب:

أن اول مراتب تعظيم الحق عز وجلتعظيم امره ونهيه ، وذلك لان المؤمن يعرف ربه عز وجل برسالته التى ارسل بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الى كافه الناس، ومقتضاها الانقياد لامره ونهيه ، وانما يكون ذلك بتعظيم امر الله عز وجل واتباعه ، وتعظيم نهيه واجتنابه فيكون تعظيم المؤمن لأمر الله ونهيه دالا على تعظيمه لصاحب الامر والنهي ، ويكون بحسب هذا التعظيم من الابرار المشهود لهم بالايمان والتصديق وصحه العقيده والبراءه من النفاق الاكبر . فإن الرجل قد يتعاطئ فعل الامر لنظر الخلق ، وطلب المنزلة والجاه عندهم ، ويتقي المناهي خشه سقوطه من أعينهم ، وخشيه العقوبات الدنيويه من الحدود التي رتبها الشارع -صلى الله عليه وسلم-على المناهي ، فهذا ليس فعله وتركه صادر عن تعظيم الامر والنهي ولا تعظيم الآمر والناهي ، فعلامه التعظيم للأوامر رعايه اوقاتها وحدودها ، والتفتيش عن اركانها وواجباتها وكمالها ، والحرص على تحينها في اوقاتها ، والمسارعه اليها عند وجوبها ، وحزن والكآبه والاسف عند فوت حق من حقوقها ، كمن يحزن على فوت الجماعه ، ويعلم انه لو تقبلت منه صلاته منفردا فانه قد فاته سبعة وعشرون ضعفا . ولو ان رجلا يعاني البيع والشراء تفوته صفقه واحدة في بلده من غير سفر ومشقه [ قيمتها ] سبعة وعشرون دينارا لأكل يديه ندما واسفا ، فكيف وكل ضعف مما تضاعف به صلاة الجماعه خير من الف والف الف وما شاء الله تعالى ، فإذا فوت العبد عليه هذا الربح قطعا - وكثير من العلماء يقول لا صلاة له - وهو بارد القلب فارغ من هذه المصيبه غير مرتاع لها ، فهذا من عدم تعظيم امر الله تعالى في قلبه . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق